تحقيق صحفي عن الرابطة في جريدة الصباح

* ما مظاهر حضوركم داخل العراق ومنه الاعلام العلمي وماهي اخر انشطتكم ؟
ـ لقد تلقت الرابطة دعوات كثيرة في المساهمة في مؤتمرات و ندوات ثقافية و علمية خلال هذه الفترة و كان حضورنا مستمراً ولم نهمل أي طلب تعاون ثنائي أو مشترك مع مؤسسات المجتمع المدني العراقي و حتى بعض المنظمات العالمية التي لها دور ريادي في تقديم أفكارها , لقد تبادلنا مع الكثير من المنظمات العالمية خبراتنا ...لأننا نُعتبر ضمن المجموعة الريادية في توسيع فكرة الرعاية العلمية ... لان هذا المفهوم ظل قاصرا لدى الكثير من الدول النامية و أبدينا استعدادنا لنقل هذه التجربة من العراق إلى باقي الدول العربية , أما دول العالم المتقدمة فهي تفهم جيدا عملنا وترحب به كثيرا و تتفاعل معنا في مجال تبادل الخبرات و تطوير المهارات. وكان لدينا تعاون مع الجمعية الفلكية في إقليم كردستان و مع كوادر عراقية مهمة خارج العراق مثل رئيس الاتحاد العربي للفلك (د.حميد مجول النعيمي) و منظرين من مختلف أنحاء العالم .
و نحن خلال الأيام القادمة سنقيم (ملتقى علمياً في محافظة ذي قار) وهو إحد أهدافنا التي نسعى إلى التواصل بها.
و أما على الصعيد الإعلام العلمي فقد بدأنا مبكرا من خلال بعض القنوات الفضائية والقنوات المحلية والإذاعة للمساهمة بعملية صناعة هواة العلوم و توجيه الشباب نحو الهواية العلمية و نشر الوعي العلمي أينما يكون ذلك متاحا. ونحن ما زلنا نتواصل مع الجميع ولم نتكاسل في الذهاب إلى أي مكان في العراق من اجل التوعية العلمية واكتشاف الموهوبين وأصحاب القدرات الخاصة.
وأما على الصعيد الستراتيجي فلدينا خطة عمل تتمحور حول جعل الشباب والهواة في العراق في مصاف الدول المتقدمة من حيث الكم و النوع و الجودة لما يحمله الكادر من إمكانيات و خبرات متراكمة في هذا المجال,و حث المؤسسات الرسمية بمخلف اختصاصاتها للمساهمة في تطوير كفاءاتها الشبابية من خلال دراسات وضعناها و لا تحتاج سوى أن تطبق.
إن من أواخر الأنشطة التي قمنا بها هي الأمسية الفلكية التي أقيمت في محافظة واسط حيث تم رصد فلكي من خلال تلسكوب عراقي الصنع قام بصناعته احد الهواة في الرابطة وهو الهاوي (جمال صادق الانباري) الذي دأب على مدى سنوات حتى وصل إلى هذا الانجاز و قد يستغرب البعض هل فعلا استطاع الهواة العراقيون من صناعة تلسكوب؟ والجواب نعم ...أنت قد تفاجأ بما يقدمه الهواة العلميون من ابتكارات و صناعات قد لا نستطيع استعراضها و لكن إحداها هذا التلسكوب الذي لو اخذ بعين الاعتبار سنرى إننا يمكن تصنيعه و تجهيزه إلى وزارة التربية أو وزارة التكنولوجيا أو وزارة الشاب و الرياضة مثلا و بسعر يصل الى 10% من سعر التلسكوب الأجنبي.
هل هناك نوع من التعاون والتنسيق بينكم وبين المؤسسات التربوية والجامعية والبحثية لانطلاقات علمية وبرامج مشتركة؟
- المؤسسات التي تهتم بمجال الشباب كوزارة الشباب و الرياضة، التربية ،التعليم العالي و البحث العلمي، وزارة العلوم، لا تستجيب لطروحاتنا.
لقد قدمنا إلى وزارة التربية دراسة في إدخال مادة الثقافة الجوية في المدارس و تنمية المواهب الفلكية من خلال برنامج تدريبي و تطويري يساهم في زيادة المعرفة بأنواع الطيران الشراعي والمسير و حتى المناطيد إضافة إلى برنامج متكامل لتوسيع المفاهيم الفلكية في المدارس... نحن نزرع حب الهواية العلمية من الابتدائية ونرعاها و نطورها في المراحل المتوسطة والثانوية لكي تجد سبيلها على المستوى الجامعي.كما قدمنا على المستوى الجامعي ، دراسات بصيغة تجعل من الجامعة مركزا للتنمية العلمية و المواصلة، فقد اقترحنا على بعض الجامعات إنشاء مركز علمي يقدم برامج تطويرية متنوعة و مهمة للشباب من الهواة و المبدعين .
و لا نريد أن نكررها كثيرااذ لم نجد آذاناً صاغية و قد أهملت كل المشاريع المقدمة و لا نعرف ما السبب، حيث نجد حماس المسؤولين على مستوى الاقوال فقط وعندما يتعلق الامربالتطبيق فلاشي يذكر.
الرقم (2520)
*هل تلقيتم دعما من الجهات المعنية ومنها وزارة الصناعة مثلا وماحجم ذلك؟ ـ
أقولها و مع الأسف الشديد أن قصور الفهم لدى الوزارات ومؤسسات الدولة الرسمية واضح بأهمية مؤسسات المجتمع المدني و ما تقدمه على طبق من ذهب من استشارات و أفكار و بحوث و دراسات و إسهامات و خصوصا العلمية منها و رابطتنا هي إحداها اذأدىذلك إلى عرقلة التفاعل الايجابي بيننا و بين تلك المؤسسات و صريح القول أننا كالرقم (2520 ) يقبل القسمة على جميع الاعداد إلا أعداد المؤسسات الرسمية ...نحن لسنا منافسين و لكننا متنافسون لتقديم كل ما هو أفضل ...لم نتلق أي دعم أو تكريم مادي من أية جهة رسمية رغم مشاركاتنا الواسعة في المؤتمرات العلمية في مختلف محافظات العراق من شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه ساهمنا ومازلنا نسهم، من دون أن تلتفت أية مؤسسة حكومية إلينا سوى بعض كتب الشكر و التقدير و كأننا نبني على الورق وليس على ارض الواقع ...نحن نامل أن تصل المؤسسات الحكومية إلى وعي اهمية مؤسسات المجتمع المدني، خصوصا المنظمات العلمية و الشبابية.
* ما هي ابرز المشكلات التي تعترض برنامجكم ومشاريعكم ؟
- نبدأ بهذه المعادلة و هي( الأفكار + المال = الحضارة)...
نحن نعاني من جملة معوقات أهمها التمويل و تنفيذ المشاريع والتهجير والقتل الذي تعرض له بعض أعضاء الرابطة ,هنالك الكثير من أعضاء الرابطة في دول العالم نتواصل معهم مع الكثير من الحسرات على شبابنا الذي غادر الحياة بلا سبب مقنع سوى انه يملك موهبة او معرفة ... والبعض الآخر لم يهتم به احد ومنهم من هرب خوفا من استغلال معرفته تحت التهديد لتنفيذ أعمال تخالف العرف والمبدأ نحن نحاول النهوض من جديد ولكن بتحفظ شديد...لقد تركنا مكان الرابطة بمكاتبه واقتصرنا على النظام الالكتروني لحين تحسن الأوضاع الأمنية و إيجاد ملاذ حقيقي للشباب و هواة العلوم و الموهوبين وأصحاب القدرات الخاصة كبناية لجعلها مقرا رسميا للرابطة، برغم وجود فروع للرابطة في محافظات واسط والبصرة والموصل ...و نرجو من مؤسسات الدولة الرسمية السعي في تأمين ذلك .
في زيارتنا لاحدىالوزارات كان معنا احد أصحاب القدرات الخاصة و هو السيد (محمد شهاب) في العمليات الرياضيةبالاضافة إلى قدرته لتحويل أي تاريخ من الميلادي إلى الهجري و بالعكس بالشهر و اليوم مع ذكر كيف كان الجو في ذلك اليوم وغيرها من ا لامكانات التي اظهرها امام الوزيرالذي انبهر بها كثيرا ووعده بعمل يناسب امكاناته العلمية لكن الوعد بقي مجرد كلام..
* ما الذي قدمتموه للأعضاء المتميزين من المخترعين والموهوبين والباحثين على مستوى الدعم والتكريم؟.
ـ نحن نمتلك قاعدة جيدة من المتميزين والموهوبين ونطمح بالمزيد، لقد قدمنا الكثير منهم إلى المؤسسات الحكومية، وذلك للانتفاع من قدراتهم ومواهبهم ولكننا لم نحصل لهم على أية وظيفة مناسبةمع ما يمتلكونه من تميز و لكن على العكس كانت الأبواب مغلقة في معظم الأحيان , ومع ذلك لانثبط عزائم الموهوبين بل نفتح لهم أبوابنا كي يتواصلوا معنا و نحاورهم وندعم البعض على قدر ما نملك،على الرغم من ان مواردنا ضيقة و شحيحة .. شعارنا منذ تأسيس الرابطة (أية منحة مشروطة مرفوضة) .نحن لا نكتفي بالمكافآت النقدية وشهادات التقدير للأعضاء المبدعين والمتميزين بل نحاول أن نوظف تلك الأفكار و نطلقها إلى ارض الواقع لكي يكون المجتمع الجهة المستفيدة من تلك المواهب.
اقمنا في السنة الماضية مسابقة لأفضل بحث تطبيقي في مجالات هواة العلوم وكنا قد خصصنا جائزة نقدية للبحوث الثلاثة الأولى و كانت المشاركات متميزة وسنرسخ هذه المناسبة ونجعلها تقليدا سنويا ،تحت اسم(جائزة هواة العلوم للبحوث التطبيقية).
افكار نفذها القطاع الخاص فقط
* ما أهم المنجزات للرابطة على مستوى الميدان التقني والإجرائي والتطبيقي؟
- حتى نبقى بالصورة علينا أن نوضح إن الرابطة العراقية لهواة العلوم والموهوبين هي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني تدير شؤون هواة العلوم وتدرب وتعلم الهاوي وكيف يوظف رغبته و ينميها عن طريق التعلم واكتساب المهارات الفنية والتقنية وبجميع أنواع الدورات. أما الفئات المتقدمة التي تمتلك الخواص المتكاملة في المناهج فهؤلاء تقع عليهم المسؤولية الكبرى فإنهم يقومون بدور المحاضر والمنظر والمفكر ويطرحون إبداعاتهم في الاجتماعات التخصصية لتأخذ دورها، من تهيئة المنهج إلى آلية التطبيق، إلى مرحلة التنفيذ إن أمكن ذلك، فكل يأخذ دوره، فقسم نماذج الطائرات يصمم و ينتج طائرات مسيرة بأنواعها من البسيطة إلى الشراعية إلى ذات المحركات وهذه الطائرات عادةً ما تكون صغيرة الحجم يتفنن الهواة في التصميم والأداء حتى مراحل المباريات ولها أجواء خاصة وموافقات خاصة وهواة هذا الجانب يعرفون التفاصيل و هنالك الكثير من الهواة المبدعين في هذا المجال وهنالك هواة الفلك من يصمم التلسكوب ويقوم بتجميعه وحتى صناعته بالنوع الكاسر أو العاكس ولكل منها مواصفاته وهناك من استطاع أن يصنع المرايا الخاصة بالتلسكوب و لدينا صورة لإحد التلسكوبات من تصميم عراقي كامل ومنهم من هو راصد فلكي يحلل الخرائط السماوية ويراقب حركات الكواكب والنجوم ويصورها كي تكون جاهزة للتحليل بإلاضافة إلى إشراكها في المعارض العامة. أما قسم الالكترونيك فيتنافس فيه الموهوبون لتصنيع دوائر الكترونية ووضع خرائط لأنظمة متنوعة و هكذا بالنسبة للأقسام الباقية لا يمكن سردها جميعا لسعتها و تشعبها ... ولكن تبقى النتيجة إن كثيراً من هواة الرابطة استطاع أن ينفذ أفكارا إلى شركات عراقية خاصة و حتى إلى القطاع الخاص بأنواعه إلا المؤسسات الحكومية لوجود البيروقراطية والمتخصصين الذين لا يريدون دخول الموهوبين في موضوع التنافس...لقد عرض بعض هواتنا أفكارهم على مؤسسات رسمية فماطلوهم حتى قاموا هم بتنفيذها من خلال السوق الحرة “.
*ما هي المشاريع و الروئ المقبلة للرابطة؟
-لدى الرابطة أفكار و مشاريع كثيرة منها مازال على الورق و منها من يتقدم ببطء ومنها ما ندفع به بالسرعة الممكنة ، خصوصا أن سنة 2009 ستكون السنة الدولية للفلك و نحن قد أنجزنا برنامجا متكاملا بهذه المناسبة ينتظر دعما و تفعيلا و قدأرسلنا إلى مكتب دولة رئيس الوزراء ملخص البرنامج لان البرنامج يمتد على مدى السنة و يحتاج إلى تضافر الجهود لإنجاحه و الغاية هو إظهار إبداعات الشاب العراقي و تحديه للواقع الذي عاشه خلال الفترة الماضية... ولإيضـاح صورة العراق العريق بمواهبـه إلى العالـم، لقـد راسلنـا كثيراً مـن دول العالم سعيا للتعاون المشترك كما نسقنـا مـع جمعية الفلك فـي إقليـم كردستان لوضـع برنامـج مشترك لاعـادة الحيـاة الى المرصد الفلكي في جبل كورك واعماره ، لأنه احد معالم العراق العلمية
بإلاضافة إلى موقع البتاني للرصد المتضررأيضا ،كما نسعى إلى إنشاء مراصد فلكية في مختلف محافظات العراق.